ألمانيا: الاعتراف بفلسطين مرتبط بإتمام حل الدولتين

أكدت الحكومة الألمانية استمرار رفضها الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الوقت الراهن، على عكس النرويج وأيرلندا وإسبانيا التي أعلنت نيتها الاعتراف بها قريباً. شددت ألمانيا على أن الاعتراف يجب أن يأتي في نهاية عملية حل الدولتين.
وأوضح المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن هيبشترايت، اليوم الأربعاء (22 مايو 2024)، أن برلين لا تزال ملتزمة بحل الدولتين عن طريق التفاوض بين إسرائيل والفلسطينيين، والذي ينتهي بقبول وجود دولة فلسطينية مستقلة. إلا أنه أقر بأن التوصل لهذا الحل “أمر بعيد المنال في الوقت الراهن”.
وأضاف هيبشترايت أن التفاوض بقبول جميع الأطراف هو الطريق الوحيد لتحقيق حل الدولتين، حيث يمكن للإسرائيليين والفلسطينيين العيش بسلام جنباً إلى جنب، مشيراً إلى أن ذلك يتطلب “الكثير من الحنكة الدبلوماسية وربما الكثير من الوقت”.
وعلق هيبشترايت على اعتراف الدول الأوروبية الأخرى بفلسطين قائلاً: “لا يوجد حالياً طريق مختصر في هذا الصدد”، مشدداً على أنه لا يمكن حل الصراع عبر إجراء دبلوماسي أو قرار مفاجئ.
من جانبه، دعا سفير السلطة الفلسطينية في ألمانيا، ليث عرفة، الحكومة الألمانية للاعتراف بدولة فلسطين، مثلما أعلنت النرويج وأيرلندا وإسبانيا. وأعرب عن أمله في أن تحذو ألمانيا نفس الحذو قريباً، مشيراً إلى مسؤوليتها تجاه قضية السلام في المنطقة.
وفي وقت سابق اليوم، أعلن كل من رئيس الوزراء النرويجي يوناس جار ستوره، ورئيس الوزراء الأيرلندي سيمون هاريس، ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، أن حكوماتهم ستعترف بالدولة الفلسطينية رسمياً في الثامن والعشرين من مايو الجاري، مما دفع إسرائيل لاستدعاء سفرائها لدى الدول الثلاث.
وصرح بيدرو سانشيز أن هدف هذا التحرك هو تسريع جهود وقف إطلاق النار في حرب إسرائيل ضد حماس في غزة. وأعرب عن أمله في أن تحذو دول غربية أخرى حذوهم لزيادة الضغط من أجل وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن.
وأضاف سايمون هاريس أن أيرلندا والنرويج وإسبانيا ستتخذ كل منها الخطوات الوطنية اللازمة لتنفيذ القرار، ودعا إلى الإفراج الفوري عن جميع الرهائن المحتجزين في غزة. وأكد رئيس الوزراء النرويجي يوناس جار ستوره أن الحل الوحيد هو تعايش دولتين في سلام وأمن.
وفي رد فعل على ذلك، استدعى وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس سفراء إسرائيل لدى الدول الثلاث وأصدر تحذيراً من “العواقب الوخيمة”، مؤكداً أن إسرائيل لن تتخذ موقف المتفرج أمام من يقوضون سيادتها ويعرضون أمنها للخطر.
ورحبت السلطة الفلسطينية وحركة حماس بالقرار. تجدر الإشارة إلى أن حماس تُصنَّف كمنظمة إرهابية في ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى.
تعترف حوالي 144 دولة من أصل 193 في الأمم المتحدة بدولة فلسطين، بما في ذلك معظم دول نصف الكرة الجنوبي وروسيا والصين والهند، لكن عددًا محدودًا من دول الاتحاد الأوروبي قامت بهذه الخطوة حتى الآن، ومعظمها من دول الكتلة الشرقية سابقاً، إضافة إلى السويد وقبرص.
وأشارت بريطانيا وأستراليا ومالطا مؤخراً إلى إمكانية اعترافها بدولة فلسطينية قريباً. ولا تزال الولايات المتحدة، الحليف الأقرب لإسرائيل، تعارض الاعتراف بدولة فلسطينية حالياً، مفضلة إقامة دولة فلسطينية عبر المفاوضات مع إسرائيل.